أشاد خبراء حفظ الأنواع الحيوانية في المملكة المتحدة والبرتغال ببرنامج تربية توصّل إلى إنقاذ نوعي حلازين مهددَين بالانقراض بشدة وأثمر إطلاق 1329 منها في جزيرة نائية في المحيط الأطلسي.
وكان يُعتقد أن الحلازين البرية في جزيرة ديزيرتا انقرضت، إذ لم يُرصد أي منها لأكثر من قرن، إلاّ أن خبراء حفظ اكتشفوا عام 2017 مجموعة صغيرة منها على جزيرة ديزيرتا غراندي قرب ماديرا.
وتوقّع الخبراء، في تقرير نُشر السبت، أن تكون هذه المجموعة الأخيرة المتبقية من هذا النوع صغيرة الحجم، فأرسل فريق من معهد الغابات وحماية الطبيعة في البرتغال 60 منها إلى حديقة تشيستر للحيوانات في شمال غربي إنجلترا.
وهناك وفّر المتخصصون الظروف المثالية لازدهار هذه الحلازين، ونجحوا في تربيتها للمرة الأولى على الإطلاق برعاية بشرية، وفقا لحديقة الحيوانات.
كذلك أُرسلت بعض هذه الحلازين من تشيستر إلى حديقتي حيوانات أوروبيتين أخريين رائدتين في مجال حفظ الأنواع، إحداهما في بريستول بغرب إنجلترا والثانية في بوفال بشمال فرنسا، ما أدى إلى تضاعف أعدادها.
وبعد هذه النجاحات التي عُدّت نموذجا يصلح لأن تقتدي به جهود الحفظ الأخرى، أعيد 1329 من الحلازين إلى جزيرة بوجيو المجاورة لجزيرة ديزيرتا.
ووقع الاختيار على هذه الجزيرة الصغيرة المحمية في شمال المحيط الأطلسي لغياب الماعز والجرذان والفئران الغازية التي تشكّل التهديدات الرئيسية التي كادت تقضي على الحلازين.
وقال رئيس قسم الكائنات ذات الدم البارد في حديقة تشيستر للحيوانات، جيراردو غارسيا: "عندما أُحضرت الحلازين في البداية إلى تشيستر، كان مستقبل هذا النوع بين أيدينا"، واصفا ذلك بأنه "مسؤولية ثقيلة".
وأضاف أن "هذه القواقع كانت على وشك الانقراض حقا، ونجاحنا في إعطائها فرصة للعودة كان بفضل جهود عدد كبير من الناس".
وتم تمييز الحلازين التي أطلقت في بوجيو بلون موحّد، لكي تتسنى مراقبتها بعناية على الجزيرة.
وفي حال تبيّن أن عملية إعادتها إلى الطبيعة ناجحة، سيُضم إليها المزيد من الحلازين بغية إعطاء النوع دفعا إضافيا.